يا شعبنا الثائر في ريف دير الزور الأبيّ، يا رؤوس العرب وتيجانها، يا من حاربتم الإرهاب والتطرّف، ووقفتم في وجه “داعش” وأمثاله وقدّمتم آلاف الشهداء في سبيل طرد هذا التنظيم الظلامي، لقد صبرتم طويلاً على افتراءات حزب العمال الكردستاني بحقكم، واتهامه لكم زوراً بأنكم “بيئة حاضنة” للإرهاب، وتزييفه لصورتكم أمام الدوائر الدبلوماسية العالمية على أنكم مجرّد “كثافة سكانية” ولا خبرات ولا كفاءات لديكم، ولا قدرة لكم على إدارة شؤونكم.
لا شيء مما ثرتم ضدّه غير واضح، ولا شيء مما رفضتموه يقبل المساومة، فقد أنكرتم أن تجري معاملتكم كالعبيد والنعاج، على أيدي ميليشيا حزب العمال الكردستاني الأجنبية المصنّفة كتنظيم إرهابي في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وغالبية دول العالم بمن فيها الدول المشاركة في التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب.
رفضتم أن يُرغم أطفالكم على دراسة مناهج من غير ثقافتكم وعاداتكم وتقاليدكم، ورفضتم أن تنهب قيادة “جبل قنديل” ثرواتكم النفطية، ورفضتم أن توضعوا رهائن تساوم عليكم “قسد” حليفها بشار الأسد وتبتز بكم المجتمع الدولي بذريعة محاربة الإرهاب.
لكن آن لهذا كلّه أن ينتهي، وفي الوقت الذي تحاصركم قوات “قسد” تقدّمون للعالم نموذجاً وطنياً راقياً، يرفض الفوضى ويستنكر الفتنة بين العرب والأكراد السوريين، ويحرص على ارتباط محافظة دير الزور، مدينة وريفاً، بالوطن الأم سورية، بنفس درجة رفضه لنظام الأسد والميليشيات الإيرانية الداعمة له.
إن ما رآه السوريون من عزيمة أصيلة وإرادة قوية لديكم خلال هذه الأيام، إنما يعكس وطنيتكم وعروبتكم ووعيكم الكبير بمطالب شعبكم في دير الزور وسورية كلها، وكل ما تطلبونه أن تحكموا أنفسكم بأنفسكم، فيا غيرة العرب أن يستكثر البعض على رؤوسها في آخر الزمان مطالبتهم بحق تقرير المصير على أرضهم، وهذا بحد ذاته يبيّن أنكم تحت احتلال أجنبي مباشر من “هافالات” جُلبت من وراء الحدود، من أكراد إيران وتركيا والعراق لحكمكم بقوة السلاح.
لا يستطيع أحدٌ انتزاع حقّكم منكم إلا إن قبلتم، ولا يهونُ إلا من يسهل الهوان عليه، فاثبتوا على مواقفكم ومطالبكم المحقّة العادلة، والتزموا بدفاعكم عن حقوقكم، عبر بوابات السياسة، كما تدافع عنكم بنادقكم في وجه كل ظالم في الميدان، ونحن جميعاً من خلفكم،ومعنا كل غيور على العروبة والكرامة، نساندكم ونشدّ على أيديكم ونشرح مطالبكم في المحافل الدولية وفي أبرز مراكز صنع القرار العالمي.
نطالب معكم الولايات المتحدة، قائدة التحالف الدولي، بإعادة النظر بحلفائها في سورية، وبدعم الشعب والقوة الحقيقية صاحبة الأرض المثقلة بحامل اجتماعي ضارب جذوره في التاريخ و التي تضمن وحدها الامن والاستقرار الاستراتيجيين.
إن ما تخوضونها اليوم هي حرب تحرّر ذات أشكال متعدّدة، لا جولة عابرة فيها غالب ومغلوب وغنيمة عاجلة،وإنما بحكمتكم وإصراركم ورؤيتكم المتطوّرة، سيكون النصر حليفكم بإذن الله.